فصل: باب: جَامِعِ الأَيْمَانِ مَنْ حَنِثَ نَاسِيًا لِيَمِينِهِ أَوْ مُكْرَهًا عَلَيْهِ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: السنن الكبير ***


باب‏:‏ الْكَفَّارَةِ قَبْلَ الْحِنْثِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَدِيبُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ وَأَبُو الرَّبِيعِ فَرَّقَهُمَا قَالاَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى رضي الله عنه قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم فِى رَهْطٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ قَالَ وَاللَّهِ لاَ أَحْمِلُكُمْ وَمَا عِنْدِى مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ، قَالَ فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أُتِىَ بِإِبِلٍ فَأَمَرَ لَنَا بِثَلاَثِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى فَلَمَّا انْطَلَقْنَا قُلْنَا أَوْ قَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ لاَ يُبَارِكُ اللَّهُ لَنَا أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَسْتَحْمِلُهُ فَحَلَفَ أَنْ لاَ يَحْمِلَنَا ثُمَّ حَمَلَنَا فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ‏:‏ مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ إِنِّى وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لاَ أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلاَّ كَفَّرْتُ يَمِينِى وَأَتَيْتُ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ‏.‏ هَذَا حَدِيثُ خَلَفٍ

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ خَلَفِ بْنِ هِشَامٍ وَيَحْيَى بْنِ حَبِيبٍ وَقُتَيْبَةَ كُلُّهُمْ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ‏.‏

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِىُّ وَغَيْرُهُمْ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ‏.‏

وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ حَمَّادٍ بِالشَّكِّ إِلاَّ كَفَّرْتُ يَمِينِى وَأَتَيْتُ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ‏.‏ أَوْ قَالَ‏:‏ إِلاَّ أَتَيْتُ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ وَكَفَّرْتُ يَمِينِى‏.‏ أَخْبَرَنَاهُ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِى حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الأَدِيبُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِىُّ أَخْبَرَنِى الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى بَكْرٍ الْمُقَدَّمِىُّ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ فَذَكَرُوهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ بِالشَّكِّ

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى النُّعْمَانِ عَنْ حَمَّادٍ بِالشَّكِّ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِىِّ قَالَ وَحَدَّثَنِى الْقَاسِمُ الْكُلِينِىُّ عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِىِّ وَأَنَا لِحَدِيثِ الْقَاسِمِ أَحْفَظُ قَالَ‏:‏ كُنَّا عِنْدَ أَبِى مُوسَى فَدَعَا بِمَائِدَةٍ وَعَلَيْهَا لَحْمُ دَجَاجٍ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى تَيْمِ اللَّهِ أَحْمَرُ شَبِيهٌ بِالْمَوَالِى فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى رضي الله عنه هَلُمَّ فَتَلَكَّأَ قَالَ‏:‏ هَلُمَّ فَإِنِّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُهُ أَوْ قَالَ يَأْكُلُ مِنْهُ قَالَ إِنِّى وَاللَّهِ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ فَحَلَفْتُ أَنْ لاَ آكُلَ مِنْهُ قَالَ فَهَلُمَّ أُخْبِرْكَ عَنْ ذَاكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ إِنِّى وَاللَّهِ لاَ أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلاَّ كَفَّرْتُ يَمِينِى وَتَحَلَّلْتُهَا انْطَلِقُوا فَإِنَّمَا حَمَلَكُمُ اللَّهُ‏.‏ كَذَا رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَهُوَ مِنَ الْحُفَّاظِ الأَثْبَاتِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْهُ فَقَالُوا فِى هَذَا الْحَدِيثِ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلاَّ أَتَيْتُ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ إِبِلاً فَفَرَّقَهَا فَقَالَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ أَجِدْنِى فَقَالَ لاَ فَقَالَ لَهُ ثَلاَثًا فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَاللَّهِ لاَ أَفْعَلُ، قَالَ وَبَقِىَ أَرْبَعٌ غُرُّ الذُّرَى فَقَالَ لَهُ‏:‏ يَا أَبَا مُوسَى خُذْهُنَّ‏.‏ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى اسْتَحْمَلْتُكَ فَمَنَعْتَنِى وَحَلَفْتَ فَأَشْفَقْتُ أَنْ يَكُونَ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهَمٌ فَقَالَ‏:‏ إِنِّى إِذَا حَلَفْتُ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتُ أَنَّ غَيْرَ ذَلِكَ أَفْضَلُ كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِى وَأَتَيْتُ الَّذِى هُوَ أَفْضَلُ‏.‏ وَهَذَا يُؤَكِّدُ رِوَايَةَ مَنْ لَمْ يَشُكَّ فِى حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالاَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الإِمَامُ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْجُلُودِىُّ حَدَّثَنِى أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَاسَرْجَسِىُّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا وَإِنْ أُعْطِيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَائْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنْ شَيْبَانَ وَرَوَاهُ الْبُخَارِىُّ عَنْ أَبِى النُّعْمَانِ وَحَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ عَنْ جَرِيرٍ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الأَزْرَقُ حَدَّثَنَا السَّهْمِىُّ يَعْنِى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَكْرٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىٍّ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ وَقَالَ‏:‏ فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَأْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ أَنْبَأَنَا أَبُو مُسْلِمٍ‏:‏ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ وَقَالَ‏:‏ فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَائْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رَجَاءٍ الأَدِيبُ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِىُّ أَنْبَأَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِىُّ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ الأَنْمَاطِىُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ وَحُمَيْدٍ وَثَابِتٍ وَحَبِيبٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٌ التَّاجِرُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَخْتَرِىِّ الْحِنَّائِىُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِىُّ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ‏:‏ إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ وَلْيَنْظُرِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ فَلْيَأْتِهِ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ‏:‏ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ‏.‏ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ ثُمَّ ائْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ‏.‏ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى عَرُوبَةَ إِلاَّ أَنَّهُ أَحَالَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى رِوَايَةِ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنِ الْحَسَنِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ وَلْيَفْعَلْ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى الطَّاهِرِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ‏:‏ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِىِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِىُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ حَدَّثَنِى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى أُوَيْسٍ حَدَّثَنِى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ بِيَمِينٍ ثُمَّ رَأَى خَيْرًا مِمَّا حَلَفَ عَلَيْهِ فَلْيُكَفِّرْ يَمِينَهُ وَلْيَفْعَلِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ‏.‏ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ ذُرَيْحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ تَمِيمٍ الطَّائِىِّ عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيُكَفِّرْهَا وَلْيَأْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَرِيفٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِىُّ قَالَ‏:‏ أَحَادِيثُ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ وَعَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنهمْ قَالَ الشَّيْخُ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رُوِىَ حَدِيثُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا دَلَّ عَلَى الْحِنْثِ قَبْلَ الْكَفَّارَةِ وَبَعْضُهَا مَا دَلَّ عَلَى الْكَفَّارَةِ بَعْدَ الْحِنْثِ وَأَكْثَرُهَا قَالُوا فَلْيُكَفِّرْ يَمِينَهُ وَلْيَأْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَاحْتِجَاجُ الشَّافِعِىِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِى هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ بِمَا أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدٌ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ قَالَ قَالَ الشَّافِعِىُّ‏:‏ وَإِنْ كَفَّرَ قَبْلَ الْحِنْثِ بِإِطْعَامٍ رَجَوْتُ أَنْ يُجْزِئَ عَنْهُ وَذَلِكَ أَنَّا نَزْعُمُ أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَى حَقًّا عَلَى الْعِبَادِ فِى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ فَالْحَقُّ الَّذِى فِى أَمْوَالِهِمْ إِذَا قَدَّمُوهُ قَبْلَ مَحِلِّهِ أَجْزَأَ وَأَصْلُ ذَلِكَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم تَسَلَّفَ مِنَ الْعَبَّاسِ صَدَقَةَ عَامٍ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ وَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَدْ قَدَّمُوا صَدَقَةَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ الْفِطْرُ فَجَعَلْنَا الْحُقُوقَ الَّتِى فِى الأَمْوَالِ قِيَاسًا عَلَى هَذَا‏.‏ قَالَ الشَّيْخُ قَدْ مَضَى الْحَدِيثُ فِى هَذَا فِى كِتَابِ الزَّكَاةِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِىٍّ الْمُؤَذِّنُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ السِّمْسَارُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْعَبْدِىُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِىٍّ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ رضي الله عنه‏:‏ أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى تَعْجِيلِ صَدَقَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّهُ فَرَخَّصَ لَهُ فِى ذَلِكَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ عَفَّانَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهمَا‏:‏ أَنَّهُ كَانَ رُبَّمَا كَفَّرَ يَمِينَهُ قَبْلَ أَنْ يَحْنَثَ وَرُبَّمَا كَفَّرَ بَعْدَ مَا يَحْنَثُ‏.‏

باب‏:‏ الإِطْعَامِ فِى كَفَّارَةِ الْيَمِينِ

قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ‏(‏فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ‏)‏ قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ يُجْزِئُ فِى كَفَّارَةِ الْيَمِينِ مُدٌّ بِمُدِّ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم لأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِىَ بِعَرَقِ تَمْرٍ فَدَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يُطْعِمَهُ سِتِّينَ مِسْكِينًا وَالْعَرَقُ فِيمَا يُقْدَّرُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا وَذَلِكَ سِتُّونَ مُدًّا لِكُلِّ مِسْكِينٍ مُدٌّ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِىُّ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ‏:‏ عِيسَى بْنُ أَبِى عِمْرَانَ الْبَزَّارُ بِالرَّمْلَةِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ قَالَ حَدَّثَنِى الزُّهْرِىُّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه‏:‏ أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ‏.‏ قَالَ‏:‏ وَيْحَكَ وَمَا ذَاكَ‏؟‏‏.‏ قَالَ‏:‏ وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِى فِى يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَأَعْتِقْ رَقَبَةً‏.‏ قَالَ‏:‏ مَا أَجِدُ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ‏.‏ قَالَ‏:‏ مَا أَسْتَطِيعُ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا‏.‏ قَالَ‏:‏ مَا أَجِدُ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَأُتِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا قَالَ‏:‏ خُذْهُ فَتَصَدَّقْ بِهِ‏.‏ قَالَ‏:‏ عَلَى أَفْقَرَ مِنْ أَهْلِى فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَ لاَبَتَىِ الْمَدِينَةِ أَحْوَجُ مِنْ أَهْلِى فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ ثُمَّ قَالَ‏:‏ خُذْهُ وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ‏.‏ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِىُّ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الأَوْزَاعِىِّ وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ فِى كِتَابِ الْحَجِّ وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الأَوْزَاعِىِّ فَجَعَلَ تَقْدِيرَ الْعَرَقِ فِى رِوَايَةِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ‏.‏ وَرُوِىَ مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ وَقَدْ مَضَى فِى كِتَابِ الصِّيَامِ‏.‏

وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِى أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِىُّ أَنْبَأَنَا مَالِكٌ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ‏:‏ أَتَى أَعْرَابِىٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ حَدِيثَ الْمُصِيبِ أَهْلَهُ فِى رَمَضَانَ قَالَ عَطَاءٌ فَسَأَلْتُ سَعِيدًا كَمْ فِى ذَلِكَ الْعَرَقِ قَالَ مَا بَيْنَ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا إِلَى عِشْرِينَ‏.‏ فَقَدْ قَالَ الشَّافِعِىُّ‏:‏ أَكْثَرُ مَا قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ مُدٌّ وَرُبُعٌ أَوْ مُدٌّ وَثُلُثٌ وَإِنَّمَا هَذَا شَكٌّ أَدْخَلَهُ ابْنُ الْمُسَيَّبِ وَالْعَرَقُ كَمَا وَصَفْتُ كَانَ يُقَدَّرُ عَلَى خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا‏.‏ قَالَ الشَّيْخُ حَدِيثُ ابْنُ الْمُسَيَّبِ مُنْقَطِعٌ‏.‏ ‏{‏ج‏}‏ وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِىُّ غَيْرُهُ أَوْثَقُ مِنْهُ‏.‏

وَقَدْ رُوِىَ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا مِنْ غَيْرِ شَكٍّ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِىُّ بِبَغْدَادَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِىُّ أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏ فَذَكَرَ حَدِيثَ الْمَوَاقِعِ قَالَ فِيهِ قَالَ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ لاَ أَجِدُ قَالَ فَأُتِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فِيهِ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ قَالَ خُذْ فَأَطْعِمْهُ سِتِّينَ مِسْكِينًا‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو أَحْمَدَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَلُّوَيْهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ حَدِيثَ الْمُوَاقِعِ قَالَ فِيهِ فَأُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِكْتَلٍ فِيهِ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ يَكُونُ سِتِّينَ رُبْعًا قَالَ اذْهَبْ فَتَصَدَّقْ بِهَذَا‏.‏

وَقَدْ مَضَى ذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ عَنْ طَلْقٍ فِى كِتَابِ الظِّهَارِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ‏:‏ يُجْزِئُ طَعَامُ الْمَسَاكِينَ فِى كَفَّارَةِ الْيَمِينِ مُدُّ حِنْطَةٍ لِكُلِّ مِسْكِينٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ‏:‏ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهمَا كَانَ يُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِهِ بِإِطْعَامِ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مُدٌّ مِنْ حِنْطَةٍ وَكَانَ يُعْتِقُ الْمَرَّةَ إِذَا وَكَّدَ الْيَمِينَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِىٍّ الإِسْفَرَائِينِىُّ بِهَا أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِى هِنْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمَا قَالَ‏:‏ لِكُلِّ مِسْكِينٍ مُدٌّ مِنْ حِنْطَةٍ رُبُعُهُ إِدَامُهُ‏.‏

وَيُذْكَرُ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمَا قَالَ لِكُلِّ مِسْكِينٍ مُدٌّ مُدٌّ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِىُّ قَالاَ أَنْبَأَنَا عَلِىُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنِى يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسَلَّمٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَطَاءٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه فِى هَذَا الْمَسْجِدِ يَقُولُ‏:‏ ثَلاَثَةُ أَشْيَاءَ فِيهِنَّ مُدٌّ مُدٌّ‏:‏ فِى كَفَّارَةِ الْيَمِينِ وَفِى كَفَّارَةِ الظِّهَارِ وَفِدْيَةٍ طَعَامِ مِسْكِينٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَا أَدْرَكْتُ النَّاسَ إِلاَّ وَهُمْ إِذَا أَعْطَوْا فِى كَفَّارَةِ الْيَمِينِ أَعْطَوْا مُدًّا مِنَ الْحِنْطَةِ بِالْمُدِّ الأَصْغَرِ وَرَأَوْا أَنَّ ذَلِكَ مُجْزِئٌ عَنْهُمْ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُسْرَوجِرْدِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ أَنْبَأَنَا أَبُو خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا الْحَوْضِىُّ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُمَا قَالاَ فِى الْكَفَّارَةِ‏:‏ مُدُّ حِنْطَةٍ أَوْ مُدُّ شَعِيرٍ‏.‏

وَأَمَّا الَّذِى أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ إِنِّى أَحْلِفُ أَنْ لاَ أَعْطِىَ أَقْوَامًا ثُمَّ يَبْدُو لِى أَنْ أُعْطِيَهُمْ فَإِذَا رَأَيْتَنِى قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَطْعِمْ عَنِّى عَشَرَةَ مَسَاكِينَ بَيْنَ كُلِّ مِسْكِينَيْنِ صَاعًا مِنْ بُرٍّ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ‏.‏

فَهَذَا شَىْءٌ كَانَ يَرَاهُ عُمَرُ رضي الله عنه وَلَعَلَّهُ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنَّ يَزِيدَ وَيُجْزِئُ أَقَلُّ مِنْهُ بِدَلِيلِ مَا ذَكَرْنَا‏.‏

باب‏:‏ مَنْ حَلَفَ فِى الشَّىْءِ لاَ يَفْعَلُهُ مِرَارًا

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَنْبَأَنَا عَلِىُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ الْخُزَاعِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْمَدِينِىِّ حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِى هِلاَلٌ الْوَزَّانُ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِى لَيْلَى قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ احْمِلْنِى فَقَالَ وَاللَّهِ لاَ أَحْمِلُكَ فَقَالَ وَاللَّهِ لَتَحْمِلَنِّى قَالَ وَاللَّهِ لاَ أَحْمِلُكَ قَالَ وَاللَّهِ لَتَحْمِلَنِّى إِنِّى ابْنُ سَبِيلٍ قَدْ آدَتْ بِى رَاحِلَتِى فَقَالَ وَاللَّهِ لاَ أَحْمِلُكَ حَتَّى حَلَفَ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ يَمِينًا قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ مَا لَكَ وَلأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ وَاللَّهِ لِيَحْمِلَنِّى إِنِّى ابْنُ سَبِيلٍ قَدْ آدَتْ بِى رَاحِلَتِى قَالَ فَقَالَ عُمَرُ وَاللَّهِ لأَحْمِلَنَّكَ ثُمَّ وَاللَّهِ لأَحْمِلَنَّكَ قَالَ فَحَمَلَهُ ثُمَّ قَالَ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرٌ وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ‏.‏ قَالَ عَلِىُّ بْنُ الْمَدِينِىِّ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ الْكَفَّارَةُ وَاحِدَةٌ‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ لَيْسَ ذَلِكَ بِبَيِّنٍ فِى الْحَدِيثِ‏.‏

وَيُذْكَرُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهمَا أَنَّهُ أَقْسَمَ مِرَارًا فَكَفَّرَ كَفَّارَةً وَاحِدَةً وَرُوِىَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهمَا فِى تَوْكِيدِ الْيَمِينِ وَهُوَ تَكْرِيرُهَا فِى الشَّىْءِ الْوَاحِدِ مَذْهَبٌ آخَرُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِىُّ أَنْبَأَنَا مَالِكٌ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهمَا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ‏:‏ مَنْ حَلَفَ بِيَمِينٍ فَوَكَّدَهَا ثُمَّ حَنِثَ فَعَلَيْهِ عِتْقُ رَقَبَةٍ أَوْ كِسْوَةُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ وَمَنْ حَلَفَ بِيَمِينٍ فَلَمْ يُؤَكِّدْهَا فَعَلَيْهِ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ لِكُلِّ مِسْكِينٍ مُدٌّ مِنْ حِنْطَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ‏.‏ هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ بُكَيْرٍ وَرِوَايَةُ الشَّافِعِىِّ مُخْتَصَرَةٌ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَوَكَّدَهَا فَعَلَيْهِ عِتْقُ رَقَبَةً‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ‏:‏ ظَاهِرُ الْكِتَابِ ثُمَّ ظَاهِرُ السُّنَّةِ ثُمَّ مَا رُوِّينَا فِى هَذَا الْبَابِ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه وَإِنْ كَانَ مُرْسَلاً لاَ يُفَرِّقُ شَىْءٌ مِنْ ذَلِكَ بَيْنَ تَوْكِيدِ الْيَمِينِ وَغَيْرِ تَوْكِيدِهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

باب‏:‏ مَا يُجْزِئُ مِنَ الْكِسْوَةِ فِى الْكَفَّارَةِ وَهُوَ كُلُّ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ كِسْوَةٍ مِنْ عِمَامَةٍ أَوْ سَرَاوِيلَ أَوْ إِزَارٍ أَوْ مِقْنَعَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ‏(‏أَوْ كِسْوَتُهُمْ‏)‏

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِىُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ‏:‏ أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِىَّ رضي الله عنه حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَكَفَّرَ وَأَمَرَ بِالْمَسَاكِينِ فَأُدْخِلُوا بَيْتَ الْمَالِ فَأَمَرَ بِجَفْنَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ فَقُدِّمَتْ إِلَيْهِمْ فَأَكَلُوا ثُمَّ كَسَا كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ ثَوْبًا إِمَّا مُعَقَّدًا وَإِمَّا ظَهْرَانِيًّا‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ وَكَأَنَّهُ لَمْ يَرَ الْكَفَّارَةَ بِمَا أَعْطَاهُمْ مِنَ الثَّرِيدِ مُجْزِيَةً فَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَوْبًا‏.‏

وَرُوِىَ عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِىِّ عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ رضي الله عنه أَنَّهُ حَلَفَ فَأَعْطَى عَشْرَةَ مَسَاكِينَ عَشْرَةَ أَثْوَابٍ لِكُلِّ مِسْكِينٍ ثَوْبًا مِنْ مُعَقَّدِ هَجَرَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِىُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ أَنْبَأَنَا خُصَيْفٌ عَنْ عَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ قَالُوا‏:‏ لِكُلِّ مِسْكِينٍ ثَوْبٌ قَمِيصٌ أَوْ إِزَارٌ أَوْ رِدَاءٌ فَقُلْتُ لِخُصَيْفٍ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ مُوسِرًا قَالَ أَىَّ ذَا فَعَلَ فَحَسُنَ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ هَذِهِ الْخِصَالَ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَذَكَرَ أَنَّهَا فِى قِرَاءَةِ أُبَىٍّ مُتَتَابِعَةٍ وَفِى رِوَايَةِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ قَالَ فِى كَفَّارَةِ الْيَمِينِ مُدٌّ مُدٌّ وَالْكِسْوَةُ ثَوْبٌ ثَوْبٌ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَنْظَلِىُّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً حَدَّثَهُ‏:‏ أَنَّهُ سَأَلَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رضي الله عنه عَنْ رَجُلٍ حَلَفَ أَنَّهُ لاَ يُصَلِّى فِى مَسْجِدِ قَوْمِهِ فَقَالَ عِمْرَانُ رضي الله عنه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ لاَ نَذْرَ فِى مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ‏.‏ فَقُلْتُ يَا أَبَا نُجَيْدٍ إِنَّ صَاحِبَنَا لَيْسَ بِالْمُوسِرِ فَبِمَ يُكَفِّرُ قَالَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا قَامُوا إِلَى أَمِيرٍ مِنَ الأُمَرَاءِ وَكَسَا كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ قَلَنْسُوةً لَقَالَ النَّاسُ قَدْ كَسَاهُمْ‏.‏

وَيُذْكَرُ عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ نِعْمَ الثَّوْبُ التُّبَّانُ‏.‏

باب‏:‏ مَا يَجُوزُ فِى عِتْقِ الْكَفَّارَاتِ

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ الْمُزَكِّى وَأَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ هِلاَلِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ جَارِيَةً لِى كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا لِى فَفَقَدَتْ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ فَسَأَلْتُهَا عَنْهَا فَقَالَتْ أَكْلَهَا الذِّئْبُ فَأَسِفْتُ وَكُنْتُ مِنْ بَنِى آدَمَ فَلَطَمْتُ وَجْهَهَا وَعَلَىَّ رَقَبَةٌ أَأُعْتِقُهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَيْنَ اللَّهُ‏؟‏‏.‏ فَقَالَتْ‏:‏ هُوَ فِى السَّمَاءِ فَقَالَ‏:‏ مَنْ أَنَا‏؟‏‏.‏ فَقَالَتْ‏:‏ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ‏.‏ قَالَ‏:‏ أَعْتِقْهَا‏.‏ كَذَا قَالَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ هِلاَلِ بْنِ أَبِى مَيْمُونَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِىِّ‏.‏

أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِىُّ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ أَخْبَرَنِى أَبِى حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ حَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ هِلاَلِ بْنِ أَبِى مَيْمُونَةَ حَدَّثَنِى عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ حَدَّثَنِى مُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ السُّلَمِىُّ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِى الطِّيَرَةِ وَفِى الْعُطَاسِ فِى الصَّلاَةِ قَالَ‏:‏ ثُمَّ اطَّلَعْتُ غُنَيْمَةً لِى تَرْعَاهَا جَارِيَةٌ لِى قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَوَجَدْتُ الذِّئْبَ قَدْ أَصَابَ مِنْهَا شَاةً وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِى آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ فَصَكَكْتُهَا صَكَّةً ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَىَّ قَالَ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ أُعْتِقُهَا قَالَ‏:‏ بَلِ ائْتِنِى بِهَا‏.‏ قَالَ‏:‏ فَجِئْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهَا‏:‏ أَيْنَ اللَّهُ‏؟‏‏.‏ قَالَتْ‏:‏ فِى السَّمَاءِ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَمَنْ أَنَا‏؟‏‏.‏ قَالَتْ‏:‏ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ‏.‏ قَالَ‏:‏ إِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ فَأَعْتِقْهَا‏.‏ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الأَوْزَاعِىِّ دُونَ قِصَّةِ الْجَارِيَةِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ‏:‏ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم بِوَلِيدَةٍ سَوْدَاءَ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى عَلَىَّ رَقَبَةٌ مُؤْمِنَةٌ فَإِنْ كُنْتَ تَرَى هَذِهِ مُؤْمِنَةً أَعْتِقْهَا‏؟‏ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتَشْهَدِينَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ‏؟‏‏.‏ قَالَتْ‏:‏ نَعَمْ‏.‏ قَالَ‏:‏ أَتَشْهَدِينَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ‏؟‏‏.‏ قَالَتْ‏:‏ نَعَمْ‏.‏ قَالَ‏:‏ أَفَتُؤْمِنِينَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ‏؟‏‏.‏ قَالَتْ‏:‏ نَعَمْ‏.‏ قَالَ‏:‏ أَعْتِقْهَا‏.‏ هَذَا مُرْسَلٌ‏.‏

وَقَدْ قِيلَ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وَقَدْ قِيلَ عَنْ عَوْنٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَقَدْ مَضَى فِى كِتَابِ الظِّهَارِ‏.‏

باب‏:‏ مَا جَاءَ فِى وَلَدِ الزِّنَا

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَنْبَأَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِىُّ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالُوا حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ زَادَ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه‏:‏ لأَنْ أُمَتِّعَ بِسَوْطٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ وَلَدَ زِنْيَةٍ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِىُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا الثَّوْرِىُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِى الْجَعْدِ عَنْ جَابَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهمَا أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَدُ زِنْيَةٍ‏.‏

وَرُوِىَ ذَلِكَ أَيْضًا عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مَرْفُوعًا‏.‏

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ‏:‏ بَلَغَ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لأَنْ أُمَتِّعَ بِسَوْطٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أُعْتِقَ وَلَدَ الزِّنَا‏.‏ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ وَإِنَّ الْمَيِّتِ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَىِّ‏.‏ فَقَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها رَحِمَ اللَّهُ أَبَا هُرَيْرَةَ أَسَاءَ سَمَعًا فَأَسَاءَ إِجَابَةً لأَنْ أُمَتِّعَ بِسَوْطٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ وَلَدَ الزِّنَا إِنَّهَا لَمَّا نَزَلَتْ ‏(‏فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ‏)‏ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدَنَا مَا نُعْتِقُ إِلاَّ أَنَّ أَحَدَنَا لَهُ الْجَارِيَةُ السَّوْدَاءُ تَخْدِمُهُ وَتَسْعَى عَلَيْهِ فَلَوْ أَمَرْنَاهُنَّ فَزَنَيْنَ فَجِئْنَ بِأَوْلاَدٍ فَأَعْتَقْنَاهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَنْ أُمَتِّعَ بِسَوْطٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ آمُرَ بِالزِّنَا ثُمَّ أُعْتِقَ الْوَلَدَ‏.‏

وَأَمَّا قَوْلُهُ‏:‏ وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ‏.‏ فَلَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ عَلَى هَذَا إِنَّمَا كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ يُؤْذِى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَنْ يَعْذِرُنِى مِنْ فُلاَنٍ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ مَعَ مَا بِهِ وَلَدُ الزِّنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هُوَ شَرُّ الثَّلاَثَةِ‏.‏ وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ ‏(‏وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى‏)‏ وَأَمَّا قَوْلُهُ إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَىِّ، فَلَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ عَلَى هَذَا وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِدَارِ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ مَاتَ وَأَهْلُهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ فَقَالَ إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَيُعَذَّبُ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ ‏(‏لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا‏)‏ ‏{‏ج‏}‏ سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الأَبْرَشُ يَرْوِى مَنَاكِيرَ‏.‏

وَقَدْ رُوِىَ عَنْ أَبِى سُلَيْمَانَ الشَّامِىِّ وَهُوَ بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها مُرْسَلاً فِى إِعْتَاقِ وَلَدِ الزِّنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ فِى وَلَدِ الزِّنَا لَيْسَ عَلَيْهِ مِنْ وِزْرِ أَبَوَيْهِ شَىْءٌ ‏(‏لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى‏)‏ رَفَعَهُ بَعْضُ الضُّعَفَاءِ وَالصَّحِيحُ مَوْقُوفٌ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِىُّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ إِذَا عَمِلَ بِعَمَلِ أَبَوَيْهِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِىٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِىٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ إِذَا عَمِلَ بِعَمَلِ أَبَوَيْهِ‏.‏ هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ وَمَا قَبْلَهُ لَيْسَ بِالْقَوِىِّ‏.‏

وَإِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الْكَلاَمُ عَلَى الْخَبَرِ مِنْ قَوْلِ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ أَخْبَرَنَاهُ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ وَلَدِ الزِّنَا فَقَالَ‏:‏ هُوَ شَرُّ الثَّلاَثَةِ‏.‏ قَالَ سُفْيَانُ‏:‏ يَعْنِى إِذَا عَمِلَ بِعَمَلِ وَالِدَيْهِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْفَرَّاءُ أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ أَنْبَأَنَا مُسْلِمٌ الْمُلاَئِىُّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمَا قَالَ‏:‏ وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ لأَنَّ أَبَوَيْهِ يَتُوبَانِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ ذَكَرَ سُفْيَانُ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ‏:‏ إِنَّمَا سُمِّىَ وَلَدُ الزَّانِيَةِ شَرَّ الثَّلاَثَةِ أَنَّ أُمَّهُ قَالَتْ لَهُ لَسْتَ لأَبِيكَ الَّذِى تُدْعَى بِهِ فَقَتَلَهَا فَسُمِّىَ شَرَّ الثَّلاَثَةِ‏.‏

باب‏:‏ مَا جَاءَ فِى إِعْتَاقِ وَلَدِ الزِّنَا

أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنِ الْمَقْبُرِىِّ أَنَّهُ سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ عَلَيْهِ الرَّقَبَةُ هَلْ يُعْتِقُ ابْنَ زِنًا‏؟‏ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

قَالَ وَحَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ‏:‏ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَعْتَقَ ابْنَ زِنًا وَأُمَّهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو أَخْبَرَنِى الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ طَارِقٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ فِى أَوْلاَدِ الزِّنَا‏:‏ أَعْتِقُوهُمْ وَأَحْسِنُوا إِلَيْهِمْ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَرْدَسْتَانِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِىِّ‏:‏ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمَا سُئِلَ عَنْ وَلَدِ الزِّنَا وَوَلَدِ رِشْدَةٍ فِى الْعَتَاقَةِ فَقَالَ انْظُرْ أَكْثَرَهُمَا ثَمَنًا فَوَجَدُوا وَلَدَ الزِّنَا أَكْثَرَهُمَا ثَمَنًا بِدِينَارٍ فَأَمَرَهُمْ بِهِ‏.‏

قَالَ وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ يَرَى وَلَدَ الزِّنَا وَغَيْرَهُ فِى الْعِتْقِ سَوَاءً‏.‏

وَعَنْ فِرَاسٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ قَالَ‏:‏ انْظُرْ أَكْثَرَهُمَا ثَمَنًا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ عَفَّانَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ قَالَ‏:‏ أَعْتَقَ ابْنُ عُمَرَ غُلاَمًا لَهُ وَلَدَ زِنًا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِىٍّ الْخَزَّازُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّهُ أَعْتَقَ وَلَدَ زِنْيَةٍ وَقَالَ قَدْ أَمَرَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَمُنَّ عَلَى مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏(‏إِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً‏)‏

وَرُوِىَ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّهُ كَرِهَهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالاَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِى عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبُو حَسَنٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ وَكَانَ مِنْ قُدَمَاءِ مَوَالِى قُرَيْشٍ وَأَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمُ وَالصَّلاَحِ أَنَّهُ سَمِعَ امْرَأَةً تَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ تَسْتَفْتِيهِ فِى غُلاَمٍ لَهَا ابْنِ زِنْيَةٍ فِى رَقَبَةٍ كَانَتْ عَلَيْهَا قَالَ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلٍ‏:‏ لاَ أُرَاهُ يَقْضِى الرَّقَبَةَ الَّتِى عَلَيْكِ عِتْقُ ابْنِ زِنْيَةٍ‏.‏ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلٍ سَمِعْتُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ‏:‏ لأَنْ أَحْمِلَ عَلَى نَعْلَيْنِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ابْنَ زِنْيَةٍ‏.‏

باب‏:‏ التَّخْيِيرِ بَيْنَ الإِطْعَامِ وَالْكِسْوَةِ وَالْعِتْقِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ الْمُزَكِّى أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِىُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمَا فِى آيَةِ كَفَّارَةِ الْيَمِينِ قَالَ‏:‏ هُوَ بِالْخِيَارِ فِى هَؤُلاَءِ الثَلاَثِ الأُوَلِ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ‏.‏

وَفِى رِوَايَةِ لَيْثِ بْنِ أَبِى سُلَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمَا أَنَّهُ قَالَ‏:‏ كُلُّ شَىْءٍ فِى الْقُرْآنِ أَوْ أَوْ فَهُوَ مُخَيَّرٌ فَإِذَا كَانَ لَمْ يَجِدْ فَهُوَ الأَوَّلُ الأَوَّلُ‏.‏

أَنْبَأَنِى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً عَنْ أَبِى الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَرَى بَأْسًا أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ الأَيَّامِ فِى كَفَّارَةِ الْيَمِينِ‏.‏ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ وَغَيْرُ هُشَيْمٍ يَقُولُ كَانُوا لاَ يَرَوْنَ بِذَلِكَ بَأْسًا‏.‏

باب‏:‏ التَّتَابُعِ فِى صَوْمِ الْكَفَّارَةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِىُّ عَنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِى الْعَالِيَةِ عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِى ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى مَالِكٌ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَكِّىِّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ مُجَاهِدٍ فَجَاءَ إِنْسَانٌ يَسْأَلُهُ عَنْ صِيَامِ الْكَفَّارَةِ أَتَتَابُعٌ قَالَ حُمَيْدٌ فَقُلْتُ لاَ فَضَرَبَ مُجَاهِدٌ فِى صَدْرِى وَقَالَ إِنَّهَا فِى قِرَاءَةِ أُبَىٍّ مُتَتَابِعَاتٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِىُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ عَطَاءٍ أَوْ طَاوُسٍ قَالَ‏:‏ إِنْ شَاءَ فَرَّقَ فَقَالَ لَهُ مُجَاهِدٌ فِى قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ مُتَتَابِعَةٍ قَالَ فَهِىَ مُتَتَابِعَةٌ‏.‏

قَالَ وَحَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنِى حَجَّاجٌ قَالَ سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ الصِّيَامِ فِى كَفَّارَةِ الْيَمِينِ قَالَ إِنْ شَاءَ فَرَّقَ قُلْتُ فَإِنَّهَا فِى قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ مُتَتَابِعَةٍ‏.‏ قَالَ‏:‏ إِذًا نَنْقَادَ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏.‏

قَالَ وَحَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ فِى قِرَاءَتِنَا فِى كَفَّارَةِ الْيَمِينِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ قَالَ الشَّيْخُ رِوَايَةُ ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ فِى كِتَابِى عَنْ عَطَاءٍ وَهُوَ فِى سَائِرِ الرِّوَايَاتِ عَنْ طَاوُسٍ‏.‏

وَيُذْكَرُ عَنِ الأَعْمَشِ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه كَانَ يَقْرَأُ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ وَكُلُّ ذَلِكَ مَرَاسِيلُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

باب‏:‏ جَامِعِ الأَيْمَانِ مَنْ حَنِثَ نَاسِيًا لِيَمِينِهِ أَوْ مُكْرَهًا عَلَيْهِ

قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ‏(‏إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بِالإِيمَانِ‏)‏ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِىُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ عَنِ الأَوْزَاعِىِّ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِى مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلاَنِىُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ عَنِ الأَوْزَاعِىِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْ أُمَّتِى الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ‏.‏ وَفِى رِوَايَةِ الرَّبِيعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِى‏.‏ كَذَا قَالَ فِى أَحَدِ الْمَوْضِعَيْنِ عَنْ أَبِى الْعَبَّاسِ عَنْ بَحْرٍ‏.‏

وَقَدْ مَضَى ذَلِكَ عَنْ أَبِى عَبْدِ اللَّهِ السُّوسِىِّ وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِى الْعَبَّاسِ عَنِ الرَّبِيعِ وَهُوَ أَشْهَرُ وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ عَنِ الرَّبِيعِ وَبِهِ يُعْرَفُ وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ الْبُوَيْطِىُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ أَبِى مُعَاوِيَةَ وَرَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِىِّ فَلَمْ يَذْكُرْ فِى إِسْنَادِهِ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا عَلِىُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسَلَّمٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِى مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا وَمَا أُكْرِهُوا عَلَيْهِ إِلاَّ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِهِ أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ‏.‏ كَذَا قَالَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَالظَّاهِرُ أَنَّ عَطَاءً سَمِعَهُ مِنَ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَهُمَا حَدِيثَانِ يُؤَدِّى كُلُّ وَاحِدٌ مِنْهُمَا مَا قُصِدَ بِهِ مِنَ الْمَعْنَى وَفِيهِمَا جَمِيعًا طَرْحُ الإِكْرَاهِ‏.‏

وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ أَبِى أَوْفَى عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَرْفَعُهُ فِى حَدِيثِ النَّفْسِ وَالْوَسْوَسَةِ بِمَعْنَاهُ وَقَوْلُهُ إِلاَّ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِهِ أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ‏.‏ يَرْجِعُ إِلَى حَدِيثِ النَّفْسِ دُونَ الإِكْرَاهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الأَصْبَهَانِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا عَمِّى حَدَّثَنِى أَبِى عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ الْحِمْصِىِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لاَ طَلاَقَ وَلاَ عَتَاقَ فِى إِغْلاَقٍ‏.‏ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِى السُّنَنِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ‏.‏

باب‏:‏ مَا جَاءَ فِيمَنْ حَلَفَ لَيَقْضِيَنَّ حَقَّهُ إِلَى حِينٍ أَوْ إِلَى زَمَانٍ وَمَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَعْلُومٌ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِىُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَارِسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِىُّ حَدَّثَنِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنٍ سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ سَمِعَ عَلِيًّا رضي الله عنه قَالَ‏:‏ الْحِينُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى ظَبْيَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمَا قَالَ‏:‏ الْحِينُ قَدْ يَكُونُ غَدْوَةً وَعَشِيَّةً‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ‏:‏ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ ابْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ إِنِّى حَلَفْتُ أَنْ لاَ أُكَلِّمَ رَجُلاً حِينًا قَالَ ‏(‏تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا‏)‏ قَالَ هِىَ النَّخْلَةُ يَكُونُ فِيهَا حَمْلُهَا شَهْرًا وَشَهْرَيْنِ فَنَرَى الْحِينَ شَهْرَيْنِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمِنْهَالِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ‏:‏ الْحِينُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ أَخْبَرَنِى عِكْرِمَةُ قَالَ‏:‏ أَرْسَلَ إِلَىَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ إِنِّى حَلَفْتُ أَنْ لاَ أَصْنَعَ حِينًا كَذَا وَكَذَا فَمَا الْحِينُ الَّذِى لاَ يُدْرَكُ قَالَ فَقَرَأَ ‏(‏هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ‏)‏ مَا يَدْرِى كَمْ أَتَى مُنْذُ خَلَقَهُ اللَّهُ وَأَمَّا الْحِينُ الَّذِى يُدْرَكُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى ‏(‏تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ‏)‏ مَا بَيْنَ صِرَامِ النَّخْلِ إِلَى ثَمَرِهَا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أَنْبَأَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى ‏(‏وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ‏)‏ قَالَ بَعْدَ الْمَوْتِ ‏(‏وَفِى ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ‏)‏ قَالَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ وَفِى قَوْلِهِ ‏(‏تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ‏)‏ قَالَ كُلَّ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ‏.‏

وَيُذْكَرُ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ الْحِينُ سَنَةٌ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ‏:‏ سُئِلَ طَاوُسٌ وَأَنَا عِنْدَهُ عَنْ رَجُلٍ حَلَفَ أَنْ لاَ يُكَلِّمَ رَجُلاً زَمَانًا قَالَ الزَّمَانُ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٌ مَا لَمْ يُوَقِّتْ أَجَلاً‏.‏

اخْتِلاَفُهُمْ فِى حِينٍ وَاخْتِلاَفُ مَعْنَى الْحِينِ فِى مَوَاضِعِهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنْ لَيْسَ لِلْحِينِ غَايَةٌ عِنْدَ الإِطْلاَقِ وَكَذَلِكَ الزَّمَانُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

باب‏:‏ مَا يَقْرُبُ مِنَ الْحِنْثِ لاَ يَكُونُ حِنْثًا

احْتَجَّ بَعْضُ أَصْحَابِنَا فِى ذَلِكَ بِمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلاَلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ بِبَغْدَادَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُجَشِّرٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ الأَحْمَرُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِى أُمَيَّةَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ أَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى أُخْبِرَكَ بِآيَةٍ أَوْ سُورَةٍ لَمْ تَنْزِلْ عَلَى نَبِىٍّ بَعْدَ سُلَيْمَانَ غَيْرِى‏.‏ قَالَ‏:‏ فَمَشَى فَتَبِعْتُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ قَالَ فَأَخْرَجَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ مِنْ أُسْكُفَّةِ الْمَسْجِدِ وَبَقِيَتِ الأُخْرَى فِى الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ بَيْنِى وَبَيْنَ نَفْسِى نَسِىَ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَىَّ بِوَجْهِهِ قَالَ‏:‏ بِأَىِّ شَىْءٍ تَفْتَتِحُ الْقُرْآنَ إِذَا افْتَتَحْتَ الصَّلاَةَ‏؟‏‏.‏ قَالَ قُلْتُ بِ ‏(‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏)‏ قَالَ‏:‏ هِىَ هِىَ‏.‏ ثُمَّ خَرَجَ‏.‏ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ حَلَفَ لاَ يَأْكُلُ خُبْزًا بِأُدُمٍ فَأَكَلَهُ بِمَا يُعَدَّ أُدُمًا فِى الْعَادَةِ بِمَا يَصْطَبِغُ بِهِ أَوْ لاَ يَصْطَبِغُ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو عَمْرٍو الْحِيَرِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرُوَيْهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِىُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنِ الدَّارِمِىِّ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِى بِشْرٍ عَنْ أَبِى سُفْيَانَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهمَا أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ أَهْلَهُ الأُدُمَ فَقَالُوا مَا عِنْدَنَا إِلاَّ خَلٌّ فَدَعَا بِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُ وَيَقُولُ‏:‏ نِعْمَ الأُدُمُ الْخَلُّ نِعْمَ الأُدُمُ الْخَلُّ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى يَحْيَى الأَسْلَمِىُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى أُمَيَّةَ الأَعْوَرِ عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ فَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً وَقَالَ‏:‏ هَذِهِ إِدَامُ هَذِهِ‏.‏ فَأَكَلَهَا‏.‏

باب‏:‏ مَنْ حَلَفَ لاَ يُكَلِّمُ رَجُلاً فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولاً أَوْ كَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابًا

قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ‏(‏وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ‏)‏ وَقَالَ لِلْمُؤْمِنِينَ فِى الْمُنَافِقِينَ ‏(‏قُلْ لاَ تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ‏)‏ وَإِنَّمَا نَبَّأَهُمْ مِنْ أَخْبَارِهِمْ بِالْوَحْىِ الَّذِى يَنْزِلُ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَيُخْبِرُهُمُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِوَحْىِ اللَّهِ‏.‏

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ‏:‏ مَنْ قَالَ لاَ يَحْنَثُ قَالَ إِنَّ كَلاَمَ الآدَمِيِّينَ لاَ يُشْبِهُ كَلاَمَ اللَّهِ كَلاَمُ الآدَمِيِّينَ بِالْمُوَاجَهَةِ أَلاَ تَرَى أَنَّهُ لَوْ هَجَرَ رَجُلٌ رَجُلاً كَانَتِ الْهِجْرَةُ مُحَرَّمَةً عَلَيْهِ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَوْ أَرَسَلَ إِلَيْهِ رَسُولاً وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى كَلاَمِهِ لَمْ يُخْرِجْهُ هَذَا مِنْ هِجْرَتِهِ الَّتِى يَأْثَمُ بِهَا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِىِّ عَنْ أَبِى أَيُّوبَ الأَنْصَارِىِّ رضي الله عنه يَرْوِيهِ لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةٍ يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو وَأَبُو صَادِقِ بْنُ أَبِى الْفَوَارِسِ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلاَلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَهْجُرَ مُؤْمِنًا فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فَإِذَا مَرَّ ثَلاَثٌ لَقِيَهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَإِنْ رَدَّهُ فَقَدِ اشْتَرَكَا فِى الأَجْرِ وَإِنْ لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ فَقَدْ بَرِئَ الْمُسْلِمُ مِنَ الْهِجْرَةِ وَصَارَتَ عَلَى صَاحِبِهِ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ حَلَفَ مَا لَهُ مَالٌ وَلَهُ عَرَضٌ أَوْ عَقَارٌ أَوْ حَيَوَانٌ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الدُّورِىُّ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِى قَالاَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِىُّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ بُدَيْلٍ عَنْ إِيَاسِ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ خَيْرُ مَالِ الْمَرْءِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَوْ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ‏.‏ وَفِى رِوَايَةِ الدُّورِىِّ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏.‏ ‏{‏غ‏}‏ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ‏:‏ سِكَّةٌ يَقُولُ هِىَ الْمُصْطَفَّةُ مِنَ النَّخْلِ وَأَمَّا الْمَأْبُورَةُ فَإِنَّهَا الَّتِى قَدْ لُقِّحَتْ وَأَمَّا الْمُهْرَةُ الْمَأْمُورَةُ فَإِنَّهَا الْكَثِيرَةُ النِّتَاجِ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ حَلَفَ لَيَضْرِبَنَّ عَبْدَهُ مِائَةَ سَوْطٍ فَجَمَعَهَا فَضَرَبَهُ بِهَا لَمْ يَحْنَثِ اسْتِدْلاَلاً بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏(‏وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلاَ تَحْنَثْ‏)‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأَنْصَارِ أَنَّهُ اشْتَكَى رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى أَضْنَى فَعَادَ جِلْدُهُ عَلَى عَظْمٍ فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ جَارِيَةٌ لِبَعْضِهِمْ فَهَشَّ لَهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا‏.‏ ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّتَهُ قَالَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْخُذُوا لَهُ مِائَةَ شِمْرَاخٍ فَيَضْرِبُوهُ بِهَا ضَرْبَةً وَاحِدَةً‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ‏:‏ جَاءَهُ رَجُلٌ وَأَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ إِنِّى حَلَفْتُ أَنْ لاَ أَكْسُوَ أَهْلِى حَتَّى أَقِفَ بِعَرَفَةَ وَذَاكَ فِى غَيْرِ أَيَّامِ الْحَجِّ فَقَالَ عَطَاءٌ‏:‏ اذْهَبْ فَقِفْ وَاكْسُ أَهْلَكَ فَقِيلَ لِعَطَاءٍ إِنَّمَا نَوَى الْحَجَّ فَقَالَ عَطَاءٌ أَرَأَيْتَ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ حَلَفَ لَيَضْرِبَنَّ أَهْلَهُ حَلَفَ لَيَضْرِبَنَّهَا بَضِغْثٍ إِنَّمَا الْقُرْآنُ أَمْثَالٌ وَعِبَرٌ‏.‏

باب‏:‏ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّهُ يُحَلِّلُ يَمِينَهُ بِأَدْنَى ضَرْبٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِىُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ يَمُوتُ لأَحَدٍ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَمَسُّهُ النَّارُ إِلاَّ تَحِلَّةَ الْقَسَمِ‏.‏ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ فِى الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ‏.‏ ‏{‏غ‏}‏ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ‏:‏ نُرَى قَوْلَهُ تَحِلَّةَ الْقَسَمِ يَعْنِى قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏(‏وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا‏)‏ يَقُولُ فَلاَ يَرِدُهَا إِلاَّ بِقَدْرِ مَا يَبَرُّ اللَّهُ قَسَمَهُ فِيهِ وَفِيهِ أَنَّهُ أَصْلٌ لِلرَّجُلِ يَحْلِفُ لَيَفْعَلَّنَ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ يَفْعَلُ مِنْهُ شَيْئًا دُونَ شَىْءٍ يَبَرُّ فِى يَمِينِهِ‏.‏ قَالَ الشَّيْخُ يَعْنِى يَفْعَلُ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ الاِسْمُ‏.‏

باب‏:‏ الْحَلِفِ عَلَى التَّأْوِيلِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِىُّ أَظُنُّهُ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ جَدَّتِهِ عَنْ أَبِيهَا سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَنَا وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ فَلَقِيَهُ قَوْمٌ هُمْ لَهُ عَدُوٌّ فَأَبَى الْقَوْمُ أَنْ يَحْلِفُوا وَتَقَدَّمْتُ فَحَلَفْتُ أَنَّهُ أَخِى فَلَمَّا أَتَيْنَا النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْقَوْمَ أَبَوْا أَنْ يَحْلِفُوا وَتَقَدَّمْتُ فَحَلَفْتُ أَنَّهُ أَخِى قَالَ‏:‏ صَدَقْتَ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ‏.‏ لَفْظُ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ وَحَدِيثُ الزُّبَيْرِىُّ بِمَعْنَاهُ مُخْتَصَرٌ‏.‏

باب‏:‏ الْيَمِينُ عَلَى نِيَّةِ الْمُسْتَحْلِفِ فِى الْحُكُومَاتِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَنَا هُشَيْمٌ ح قَالَ وَأَخْبَرَنِى أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ قَالاَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى صَالِحٍ أَخُو سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَمِينُكَ عَلَى مَا يُصَدِّقُكَ بِهِ صَاحِبِكَ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَعَمْرٍو النَّاقِدِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّمَا الْيَمِينُ عَلَى نِيَّةِ الْمُسْتَحْلِفِ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ أَبِى شَيْبَةَ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ جَعَلَ شَيْئًا مِنْ مَالِهِ صَدَقَةً أَوْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ فِى رِتَاجِ الْكَعْبَةِ عَلَى مَعَانِى الأَيْمَانِ

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَالَّذِى يَذْهَبُ إِلَيْهِ عَطَاءٌ أَنَّهُ يَجْزِيهِ مِنْ ذَلِكَ كَفَّارَةُ يَمِينٍ وَمَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَالَهُ فِى كُلِّ مَا حُنِثَ فِيهِ سِوَى عِتْقٍ أَوْ طَلاَقٍ وَهُوَ مَذْهَبُ عَائِشَةَ رضي الله عنها وَمَذْهَبُ عَدَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَرَضِىَ عَنْهُمْ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها فِى رَجُلٍ جَعَلَ مَالَهُ فِى الْمَسَاكِينِ صَدَقَةً قَالَتْ‏:‏ كَفَّارَةُ يَمِينٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِىُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا يَحْيَى يَعْنِى ابْنَ سَعِيدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَجُلٍ مِنْ بَنِى عَبْدِ الدَّارِ عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها وَإِنْسَانٌ يَسْأَلُهَا عَنِ الَّذِى يَقُولُ كُلُّ مَالٍ لَهُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ كُلُّ مَالٍ لَهُ فِى رِتَاجِ الْكَعْبَةِ مَا يُكَفِّرُ ذَلِكَ قَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ يُكَفِّرُهُ مَا يُكَفِّرُ الْيَمِينَ‏.‏

وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً سَأَلَتْهَا عَنْ شَىْءٍ كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ ذِى قَرَابَةٍ لَهَا فَحَلِفَتْ إِنْ كَلَّمَتْهُ فَمَالُهَا فِى رِتَاجِ الْكَعْبَةِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها يُكَفِّرُهُ مَا يُكَفِّرُ الْيَمِينَ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الأَرْدَسْتَانِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ فَذَكَرَهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِىُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْبَصْرِىُّ الْعَنْبَرِىُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ‏:‏ أَنَّ أَخْوَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ بَيْنَهُمَا مِيرَاثٌ فَسَأَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ الْقِسْمَةَ فَقَالَ لَئِنْ عُدْتَ تَسْأَلُنِى الْقِسْمَةَ لَمْ أُكَلِّمْكَ أَبَدًا وَكُلُّ مَالٍ لِى فِى رِتَاجِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه إِنَّ الْكَعْبَةَ لَغَنِيَّةٌ عَنْ مَالِكَ كَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَكَلِّمَ أَخَاكَ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ لاَ يَمِينَ عَلَيْكَ وَلاَ نَذْرَ فِى مَعْصِيَةِ الرَّبِّ وَلاَ فِى قَطِيعَةِ الرَّحِمِ وَلاَ فِيمَا لاَ تَمْلِكُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِىُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَارِسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِىُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَنْبَأَنَا إِيَاسُ بْنُ أَبِى تَمِيمَةَ أَبُو مَخْلَدٍ صَاحِبُ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ مَمْلُوكًا لاِبْنَةِ عَمِّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَحَلَفَتْ أَنَّ مَالَهَا فِى الْمَسَاكِينِ صَدَقَةٌ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ كَفِّرِى يَمِينَكِ‏.‏

قَالَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنِى مَحْمُودٌ عَنِ النَّضْرِ أَنْبَأَنَا أَشْعَثُ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِى رَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنهمَا قَالُوا‏:‏ تُكَفِّرُ يَمِينَهَا‏.‏

قَالَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ عَلِىِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِى رَافِعٍ عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَحَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ نَحْوَهُ‏.‏

وَعَنْ حَمَّادٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِى رَافِعٍ نَحْوَهُ وَعَنْ حَمَّادٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِى رَافِعٍ نَحْوَهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُحَمَّدَابَاذِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِىِّ عَنْ أَبِى رَافِعٍ‏:‏ أَنَّهُ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَةٍ لَهُ شَىْءٌ فَحَلَفَتْ مَوْلاَةٌ لَهُ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ قَالاَ أَنْبَأَنَا عَلِىُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِىِّ عَنْ أَبِى رَافِعٍ أَنَّ مَوْلاَتَهُ أَرَادَتْ أَنْ تُفَرِّقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ فَقَالَتْ هِىَ يَوْمًا يَهُودِيَّةٌ وَيَوْمًا نَصْرَانِيَّةٌ وَكُلُّ مَمْلُوكٍ لَهَا حُرٌّ وَكُلُّ مَالٍ لَهَا فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَيْهَا الْمَشْىُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ إِنْ لَمْ تُفَرِّقْ بَيْنَهُمَا فَسَأَلَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها وَابْنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَحَفْصَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ فَكُلُّهُمْ قَالَ لَهَا أَتُرِيدِينَ أَنْ تَكُونِى مِثْلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَأَمَرُوهَا أَنْ تُكَفِّرَ يَمِينَهَا وَتُخَلِّىَ بَيْنَهُمَا لَفْظُ حَدِيثِ الأَنْصَارِىِّ وَحَدِيثُ رَوْحٍ مُخْتَصَرٌ وَلَمْ يَذْكُرْ حَفْصَةَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِىُّ أَنْبَأَنَا عَلِىُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ حَدَّثَنَا غَالِبٌ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِىِّ عَنْ أَبِى رَافِعٍ قَالَ قَالَتْ مَوْلاَتِى‏:‏ لأَفُرِّقَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَ امْرَأَتِكَ وَكُلُّ مَالٍ لَهَا فِى رِتَاجِ الْكَعْبَةِ وَهِىَ يَوْمًا يَهُودِيَّةٌ وَيَوْمًا نَصْرَانِيَّةٌ وَيَوْمًا مَجُوسِيَّةٌ إِنْ لَمْ تُفَرِّقْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ امْرَأَتِكَ قَالَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها فَقُلْتُ إِنَّ مَوْلاَتِى تُرِيدُ أَنْ تُفَرِّقَ بَيْنِى وَبَيْنَ امْرَأَتِى فَقَالَتِ‏:‏ انْطَلِقْ إِلَى مَوْلاَتِكَ فَقُلْ لَهَا إِنَّ هَذَا لاَ يَحِلُّ لَكِ فَرَجَعْتُ إِلَيْهَا قَالَ ثُمَّ أَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ فَجَاءَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَابِ فَقَالَ هَا هُنَا هَارُوتُ وَمَارُوتُ فَقَالَتْ إِنِّى جَعَلْتُ كُلَّ مَالٍ لِى فِى رِتَاجِ الْكَعْبَةِ قَالَ فَمَا تَأْكُلِينَ قَالَتْ وَقُلْتُ وَأَنَا يَوْمًا يَهُودِيَّةٌ وَيَوْمًا نَصْرَانِيَّةٌ وَيَوْمًا مَجُوسِيَّةٌ فَقَالَ إِنْ تَهَوَّدْتِ قُتِلْتِ وَإِنْ تَنَصَّرْتِ قُتِلْتِ وَإِنْ تَمَجَّسْتِ قُتِلْتِ فَقَالَتْ فَمَا تَأْمُرُنِى قَالَ تُكَفِّرِى يَمِينَكِ وَتَجْمَعِى بَيْنَ فَتَاكِ وَفَتَاتَكِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِىٍّ الإِسْفَرَائِينِىُّ بِهَا أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرْخَسِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِىِّ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِى رَافِعٍ‏:‏ أَنَّ لَيْلَى بِنْتَ الْعَجْمَاءِ مَوْلاَتَهُ قَالَتْ هِىَ يَهُودِيَّةٌ وَهِىَ نَصْرَانِيَّةٌ وَكُلُّ مَمْلُوكٍ لَهَا مُحَرَّرٌ وَكُلُّ مَالٍ لَهَا هَدْىٌ إِنْ لَمْ يُطَلِّقِ امْرَأَتَهُ إِنْ لَمْ تُفَرِّقْ بَيْنَهُمَا فَأَتَى زَيْنَبَ فَانْطَلَقَتْ مَعَهُ فَقَالَتْ هَا هُنَا هَارُوتُ وَمَارُوتُ قَالَتْ قَدْ عَلِمَ اللَّهُ مَا قُلْتُ كُلُّ مَالٍ لِى هَدْىٌ وَكُلُّ مَمْلُوكٍ لِى مُحَرَّرٌ وَهِىَ يَهُودِيَّةٌ وَهِىَ نَصْرَانِيَّةٌ قَالَتْ خَلِّى بَيْنَ الرَّجُلِ وَامْرَأَتِهِ قَالَ فَأَتَيْتُ حَفْصَةَ فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهَا كَمَا قَالَتْ زَيْنَبُ قَالَتْ خَلِّى بَيْنَ الرَّجُلِ وَامْرَأَتِهِ فَأَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فَجَاءَ مَعِى فَقَامَ بِالْبَابِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَتْ بِأَبِى أَنْتَ وَأَبُوكَ قَالَ أَمِنْ حِجَارَةٍ أَنْتِ أَمْ مِنْ حَدِيدٍ أَتَتْكِ زَيْنَبُ وَأَرْسَلَتْ إِلَيْكِ حَفْصَةُ قَالَتْ قَدْ حَلَفْتُ بِكَذَا أَوْ كَذَا قَالَ كَفِّرِى عَنْ يَمِينِكِ وَخَلِّى بَيْنَ الرَّجُلِ وَامْرَأَتِهِ‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ وَهَذَا فِى غَيْرِ الْعِتْقِ فَقَدْ رُوِىَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهمَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّ الْعَتَاقَ يَقَعُ وَكَذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمَا وَكَأَنَّ الرَّاوِىَ قَصَّرَ بِنَقْلِهِ فِى رِوَايَةِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَوْ لَمْ يَكُنْ لَهَا فِى الْوَقْتِ مَمْلُوكٌ فَلَمْ يَتَعَرَّضُوا لَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ خُشْكُنَانَةُ الْبَلْخِىُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُوسَى الْخَتِّىُّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَبِيبٌ عَنِ الْعَوَّامِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَائِشَةُ رضي الله عنهمَا فِى الرَّجُلِ يَحْلِفُ بِالْمَشْىِ أَوْ مَالُهُ فِى الْمَسَاكِينِ أَوْ فِى رِتَاجِ الْكَعْبَةِ أَنَّهَا يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ قَالَ سَمِعْتُ الشَّافِعِىَّ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْمَشْىِ فَحَنِثَ بِالْمَشْىِ إِلَى الْكَعْبَةِ فَأَفْتَاهُ بِكَفَّارَةِ يَمِينٍ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ بِهَذَا تَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ هَذَا قَوْلُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّى قَالَ مَنْ هُوَ قَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِى رَبَاحٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِىٍّ الإِسْفَرَائِينِىُّ أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ يَعْنِى ابْنَ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ يَعْنِى ابْنَ خَارِجَةَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَنْبَأَنَا مَنْصُورٌ عَنِ الْحَسَنِ وَحَجَّاجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُمَا قَالاَ فِيمَنْ قَالَ هُوَ مُحْرِمٌ بِحَجَّةٍ فَحَنِثَ فِيهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ‏.‏

قَالَ الشَّيْخُ وَمَنْ قَالَ بِهَذَا الْقَوْلِ يُشْبِهُ أَنْ يَحْتَجَّ بِمَا أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ ح وَأَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُمَاسَةَ عَنْ أَبِى الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ سَقَطَ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَبُو الْخَيْرِ فَلَمْ يَذْكُرْهُ فِى إِسْنَادِهِ

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ وَأَحْمَدَ بْنِ عِيسَى وَيُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِىِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ إِنَّمَا النَّذْرُ مَا ابْتُغِىَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ‏.‏

باب‏:‏ الْخِلاَفِ فِى النَّذْرِ الَّذِى يُخْرِجُهُ مَخْرَجَ الْيَمِينِ

قَدْ مَضَى قَوْلُ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ وَمَنْ قَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهمْ فِى أَنَّهُ يَمِينٌ يُكَفِّرُهُ مَا يُكَفِّرُ الْيَمِينَ

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَدْ قَالَ غَيْرُهُ يَتَصَدَّقُ بِجَمِيعِ مَا يَمْلِكُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ وَيَحْبِسُ قَدْرَ مَا يَقُوتَهُ فَإِذَا أَيْسَرَ تَصَدَّقَ بِالَّذِى حَبَسَ وَذَهَبَ غَيْرُهُ إِلَى أَنْ يَتَصَدَّقَ بِثُلُثِ مَالِهِ وَغَيْرُهُ إِلَى أَنْ يَتَصَدَّقَ بِالزَّكَاةِ قَالَ الشَّيْخُ أَمَّا الْمَذْهَبُ الأَوَّلُ فُيُحْكَى عَنْ بَعْضِ الْعِرَاقِيِّينَ وَأَمَّا الثَّانِى فَهُوَ مَذْهَبُ مَالِكٍ‏.‏

وَاحْتَجَّ بَعْضُ مَنْ ذَهَبَ مَذْهَبَهُ بِمَا أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِى بَعْضُ بَنِى السَّائِبِ بْنِ أَبِى لُبَابَةَ أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ حِينَ ارْتَبَطَ فَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مِنْ تَوْبَتِى أَنْ أَهْجُرَ دَارَ قَوْمِى الَّتِى أَصَبْتُ فِيهَا الذَّنْبَ وَأُجَاوِرَكَ وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِى صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يُجْزِئُ عَنْكَ الثُّلُثُ مِنْ مَالِكَ‏.‏

وَرَوَاهُ مَالِكٌ فِى الْمُوَطَّإِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَفْصٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِىُّ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِى لُبَابَةَ أَنَّ جَدَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ حِينَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَذَكَرَهُ وَقَدْ مَضَى فِى كِتَابِ الزَّكَاةِ‏.‏ وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى حَفْصَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِى لُبَابَةَ عَنْ أَبِيهِ وَقِيلَ عَنْهُ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ السَّائِبِ أَوْ غَيْرِهِ نَحْوَهُ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَوْ أَبُو لُبَابَةَ أَوْ مَنْ شَاءَ اللَّهُ‏:‏ إِنَّ مِنْ تَوْبَتِى أَنْ أَهْجُرَ دَارَ قَوْمِى الَّتِى أَصَبْتُ فِيهَا الذَّنْبَ وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مِلْكِى كُلِّهِ صَدَقَةً قَالَ‏:‏ يُجْزِئُ عَنْكَ الثُّلُثُ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ أَخْبَرَنِى ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ أَبُو لُبَابَةَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَالْقِصَّةُ لأَبِى لُبَابَةَ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ هُوَ بِهَذَا اللَّفْظِ فِى قِصَّةِ أَبِى لُبَابَةَ فَأَمَّا مَا قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فَغَيْرُ مُقَدَّرٍ بِالثُّلُثِ‏.‏

أَخْبَرَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ تِيبَ عَلَيْهِ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أُرِيدُ أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِى صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمْسِكْ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ‏.‏

وَقِيلَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ‏.‏ وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَالأَوَّلُ مُخْتَلَفٌ فِى إِسْنَادِهِ وَلاَ يَثْبُتُ مَوْصُولاً وَلاَ يَصِحُّ الاِحْتِجَاجُ بِهِ فِى هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَأَبُو لُبَابَةَ إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِمَالِهِ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى حِينَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَأَمَرَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمْسِكَ بَعْضَ مَالِهِ كَمَا قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ نَذَرَ شَيْئًا أَوْ حَلَفَ عَلَى شَىْءٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

وَأَمَّا الْمَذْهَبُ الثَّالِثُ فَفِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِىٍّ الإِسْفَرَائِينِىُّ بِهَا أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِى حَاضِرٍ قَالَ‏:‏ حَلَفَتِ امْرَأَةٌ مِنْ آلِ ذِى أَصْبَحَ فَقَالَتْ مَالُهَا فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَجَارِيَتُهَا حُرَّةٌ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا لِشَىْءٍ يَكْرَهُهُ زَوْجُهَا فَحَلَفَ زَوْجُهَا أَنْ لاَ يَفْعَلَهُ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهمْ فَقَالاَ أَمَّا الْجَارِيَةُ فَتُعْتَقُ وَأَمَّا قَوْلُهَا مَالِى فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَتَصَّدَّقُ بِزَكَاةِ مَالِهَا كَذَا فِى هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهمْ مَا دَلَّ عَلَى جَوَازِ التَّكْفِيرِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَرُوِىَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمَا فِى مَعْنَاهُ مَذْهَبٌ آخَرُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ هُوَ ابْنُ مَطَرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى الْجُوَيْرِيَةِ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمَا عَنْ رَجُلٍ عَلَيْهِ مِائَةُ بَدَنَةٍ إِنْ كَلَّمَ أَخَاهُ قَالَ‏:‏ يُهْدِى ثَلاَثِينَ بَدَنَةً وَيُكَلِّمُ أَخَاهُ‏.‏